إطلاق تقرير "الشباب العربي والتغيرات المناخية" في COP28

إطلاق تقرير "الشباب العربي والتغيرات المناخية" في COP28

أطلق مركز الشباب العربي دراسة بحثية جديدة بعنوان "الشباب العربي والتغيرات المناخية"، خلال فعاليات مؤتمر الأطراف COP28.

 وكشفت الدراسة أن نسبة اهتمام الشباب العربي بالقضايا والتغيرات المناخية 68%، وتسجل دول الخليج أعلى نسب الاهتمام وعلى رأسها دولة الإمارات، ويتوقع نسبة كبيرة من المشاركين في الاستبيان نتائج إيجابية من مؤتمر الأطراف كوب، بمن في ذلك 32.1% يتوقعون نتائج ملموسة و70% يتفقون على أن النشاط البشري هو المسؤول عن تغير المناخ وفق وكالة الأنباء الإماراتية- وام.

وأعد مركز الشباب العربي استبيان رأي تم إعداده بالشراكة مع "تريندز" للبحوث والاستشارات، حول رأي الشباب العرب بالتغييرات المناخية، بمشاركة 3780 شابا عربيا من 9 دول عربية هي الإمارات والأردن ومصر والعراق والمغرب وعمان والسعودية والسودان وموريتانيا، لقياس درجة القلق إزاء تغير المناخ وتداعياته ومعرفة الجمهور العربي العامة بتغير المناخ، واستعداده لتبني ممارسات تخف من آثار انبعاثات غازات الدفيئة ومشاركته في أنشطة ومنظمات مكافحة آثار المناخ.

وعي الجمهور العربي

وتهدف الدراسة إلى قياس وعي الجمهور العربي بمسألة تغير المناخ وأسبابه وعواقبه المحتملة، وفهم مواقف ومشاعر الشباب العربي بشأن قضية تغير المناخ، ودراسة كيفية توافق أنماط حياة الجمهور العربي وخياراته اليومية مع مبادئ الاستدامة، مثل النقل والاستهلاك واستخدام الطاقة، وتحديد المجالات التي يفتقر فيها الجمهور العربي إلى المعلومات الدقيقة عن تغير المناخ، وتقييم مدى رغبته في الحصول على مزيد من المعلومات، بالإضافة إلى استكشاف مشاركة الشباب العربي في المبادرات والحملات والدعوة المناخية، وتحديد الحواجز التي تحول دون مشاركته بنشاط في هذه المبادرات الصديقة للبيئة، والتأكد من آراء وتطلعات الشباب العربي في ما يتعلق بالإسهام في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، وتحديد المحددات الاجتماعية الديموغرافية للمواقف والممارسات العامة، والمشاركة في العمل المناخي.

واستعرضت الدراسة مدى اهتمام وإدراك الشباب العربي لقضايا المناخ والتغيرات التي تطرأ عليه، كما كشفت عن الممارسات الصديقة للبيئة المنتشرة بين الشباب، وتصورات هذه الفئة بشأن من تقنع عليه مسؤولية مكافحة تغيرت المناخ.

ووفقاً لرأي الشباب العربي المشارك، بينت الدراسة أن 52% من الشباب يعتقد أن مسؤولية مكافحة تغير المناخ تقع على عاتق المؤسسات البيئية، تليها الحكومات الوطنية بنسبة 45% ثم المنظمات العالمية والإقليمية بنسبة 43% أما المسؤولية الشخصية في مكافحة التغير المناخي فقد استحوذت على نسبة 31%.

واعتبر 60% من الشباب العربي المشارك، أن آثار التغير المناخي تعود إلى ارتفاع درجات الحرارة، وما نسبته 38% أرجعوا السبب إلى زيادة استهلاك الطاقة، ونسبة 37% أرجعوها إلى ظهور مناطق جفاف ونقص في المياه في كثير من الدول، ونسبة 35% أرجعوها إلى النقص في مستويات هطول الأمطار، والخلاصة أن تركيز الشعب العربي على زيادة درجات الحرارة ونقص المياه يعكس واقع تغير المناخ بشكل عام، وآثاره على الشرق الأوسط بشكل خاص.

وأبرزت الدراسة مدى ممارسة ومشاركة الشباب العربي في العمل المناخي، وبينت أهم المحفزات التي تدفعهم لانخراط في مثل هذا النشاط، وأهم المعوقات التي تعترض هذه الفئة في توجههم نحو العمل في هذا المجال، فضلا عن كشف النتائج عن مصادر معلومات الشباب عن التغيرات المناخية ومسائل المناخ بشكل عام، كما تحاول توضيح أهم المحددات الديموغرافية والاجتماعية للمشاركة والانخراط في العمل المناخي.

وبينت الدراسة بعض العوامل المحدودة للنشاط والناشطين في مجال مكافحة التغيرات المناخية، ومن هذه العوامل ما هو مرتبط بخصائص اجتماعية وديموغرافية مثل مستوى التعليم والنوع الاجتماعي والحالة العملية وفئة الدخل، وهناك أيضا عوامل ذاتية تمثل مواقف المستطلعين، مثل مدى التأثير الشخصي بالتغيرات المناخية، والمسؤولية الفردية في مكافحة التغير المناخي والممارسات الصديقة للبيئة.

وأشارت الدراسة إلى أن الشاب الذي يشارك في العمل المناخي يتميز بمستوى تعليمي عالٍ، ومن الفئة العمرية 35- 24 سنة، وهو من العاملين، وذو دخل عالٍ نسبيا، هذا من جهة، ومن جهة ثانية يكون قد تأثر بالتغيرات المناخية، ويرى أن للفرد الدور الأكبر في مكافحة التغيرات المناخية، وتكون له ممارسات صديقة للبيئة.

وأكد الشباب العربي أنهم يحتاجون إلى التدريب على كيفية الانخراط في قضايا التغير المناخي، وأنهم في حاجة إلى تكوين مهارات أكثر، مثل القيام بحملات، والتنظيم، والتواصل، وأهم يحتاجون إلى إيجاد فرص التعرف على شباب ينشطون في مجال العمل المناخي، وبأنهم في حاجة إلى معلومات أوفر عن التغيير والعمل المناخي.

ويرى واحد فقط من كل خمسة من الشباب العربي المشارك في الاستبيان أن مؤتمرات الأطراف يمكنها تحقيق هدف تقييد ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، وهو الذي تم الاتفاق عليه في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باريس في عام 2015 ويرون أن هذا الهدف يمكن تحقيقه بحلول عام 2050 في حين أن نسبة 54% منهم لديهم شكوك، بينما يعتقد 10% من المستجيبين أنه لن يتم تحقيقه.

وأشار استطلاع الرأي الحالي واستطلاعات الرأي العالمية الأخرى إلى حدوث زيادة تدريجية في وعي الجمهور العربي بشأن مسألة تغير المناخ وآثاره، إذ أبدى قرابة 7 من كل 10 من المستطلعين اهتمامهم بمسألة التغير المناخي، كما أصبح تغير المناخ يشكل مصدر قلق كبير لما نسبته 70% من الشباب العربي، ولكن هذا المستوى من الوعي -وإن ارتفع في السنوات القليلة السابقة- فإنه ما يزال بعيدا عن نظيره في الدول المتقدمة بفارق مهم +20 نقطة مئوية.

وأظهر الشباب العربي معرفة أعلى من المتوسط بآثار تغير المناخ، وعلى غرار نظرائهم في البلدان المتقدمة اقتصاديا، فإن نسبة عالية من الشباب العربي 70% تعزو تغير المناخ إلى النشاط البشري.

ولفتت الدراسة إلى أن أهم ما يشجع الشباب على الانخراط في العمل المناخي هو حبهم للطبيعة بنسبة 60%، ثم احترام البيئة بنسبة 54%، يلي ذلك القراءة ومشاهدة أخبار وبرامج عن التغير المناخي 28%، ويشير هذا إلى أهمية التعليم الذي يمكن أن يغرس في الجيل الجديد والأجيال المستقبلية قيم الطبيعة والبيئة والحفاظ عليها.

وخلص مركز الشباب العربي إلى عدد من التوصيات أبرزها، ضرورة تمكين الشباب من مختلف أنحاء العالم العربي من الالتقاء وتبادل المعلومات والتجارب، والتعرف على أفضل الطرق التي تمكنهم من الإسهام الفعال للتخفيف من آثار التغير المناخي، وضرورة التقرب والتحدث إلى مجموعات وجمعيات الشباب بشكل مكثف، ومعرفة ما يفكرون فيه ويشعرون به ويحتاجون إليه، من حيث المعرفة والمهارات في مجال تغير المناخ، وأهمية دعم الباحثين في مجال المناخ من الأكاديميين وغير الأكاديميين العاملين في المنطقة، وذلك بالتعريف وباعتماد أعمالهم وتقديمها من خلال المؤتمرات العالمية، والتعاون معهم، ومنح الشباب فرصة لتعلم مهارات جديدة في البحث، وفهم أهمية الدعوة إلى مواجهة تغير المناخ.

كما أوصى المركز بضرورة النظر في مناهج المدارس الابتدائية والمتوسطة والعليا، لمعرفة ما إذا كانت دراسات تغير المناخ مدرجة بالفعل، واتخاذ خطوات لجعلها جزءا من البرامج المدرسية، وينبغي دعم ذلك بخطة للموارد والأموال، ووضع قاموس باللغة العربية حول تغير المناخ، مع المصادر المكتوبة والمنطوقة على حد سواء، حتى يتمكن جميع الشباب والمجتمعات من الوصول إلى المعرفة والأفكار وجعل البحث والتطوير حول تغير المناخ في المنطقة العربية أولوية قصوى.

كما أكد ضرورة تخصيص ميزانيات لذلك، حتى يمكن استخدام الدراسات والبيانات والإحصائيات والمقاييس والمنشورات الأكاديمية والنماذج التي تأتي من المنطقة، وتسخير كل ذلك من أجل حل المشكلات، وفي سبيل القيام بذلك، يجب على الحكومات وقطاع الأعمال والأوساط الأكاديمية والجماعات التي يقودها الشباب ومنظمات المجتمع المدني الأخرى، يجب عليها العمل معا عبر القطاعات والمناطق في مكافحة تغير المناخ.

مؤتمر المناخ  COP 28

تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة الدورة ال28 لمؤتمر الأطراف التابع لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28"، لمناقشة التحديات المناخية وتداعياتها على حقوق الإنسان، وإيجاد الحلول والبدائل من خلال الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة وعرض فرص التنمية الاقتصادية المستدامة.

وبدأت فعاليات المؤتمر الدولي بين 30 نوفمبر و12 ديسمبر 2023 في مدينة إكسبو دبي مساهمة نحو التوافق العالمي لحل أزمة المناخ.

يعتبر مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 حدثا مفصليا على صعيد مواجهة تحديات تغير المناخ ومناقشة سبل المحافظة على النظم البيئية، حيث ستقوم الدول المشاركة لأول مرة بتقييم مدى تقدمها في تنفيذ اتفاق باريس للمناخ 2015.

ويشكل COP28 منصة فاعلة لتحقيق أعلى الطموحات المناخية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، لما فيه مصلحة أجيال الحاضر والمستقبل، وإتاحة الفرصة لجميع الدول والقطاعات وفئات المجتمع للتعاون وتوحيد الجهود، خاصة في الوقت الذي تتنامى فيه أهمية وضرورة العمل المناخي العالمي.

 


قد يعجبك ايضا

ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية